Submit your work, meet writers and drop the ads. Become a member
May 28
ظننتُ الحبّ فكانَ سرابًا
ظننتُ أنَّني قد حُببتُ كما ينبغي،
وكمْ توهمتُ في نرجسياتٍ عشقتُهُنَّ عشقًا سرمدي!
في كلِّ واحدةٍ منهنَّ، رأيتُ ازدواجًا يجرحُ قلبي النَّقيّ.
تعلَّقتُ بفكرةِ حبِّهنَّ حتى انشطرَ عقلي الصفي،
وَسعتُ روحي وكياني لأحملَ حبًّا لم يكنْ يومًا حقيقيًّا في السَّماواتِ العُلى.
حفرتُ عميقًا في ذاتي، لِأُفسحَ مجالًا لشياطينهنَّ وإساءاتهنَّ،
ظننتُ أنَّ بهذا سيغدو حبُّهنَّ لي واقعًا لا منتهي.
كمْ تكررَ ذاتَ الضَّررِ اللعينِ، وذاتُ الصَّواريخِ التي فجَّرتْ فؤادي،
لكنْ في وجوهٍ مختلفةٍ عبرَ الزَّمانِ، تُعيدُ ذاتَ المآسي.
فقط لأُدركَ أخيرًا أنَّني لم أتلقَّ حبًّا قطُّ، حبًّا نقيًّا،
كنقاءِ حبِّي حينَ أُدركُ عيوبَهنَّ ومخططاتِهنَّ وإساءاتِهنَّ،
ومع ذلكَ أختارُ أنْ أُقدِّمَ الحبَّ واللُّطفَ والصِّدقَ في كلِّ اتِّجاه.
حبٌّ حقيقيٌّ، من فرطِ صدقهِ، يبدو عاديًّا لعينٍ لا تعرفُ الحبَّ،
حبٌّ يحملُ قلبَ أمٍّ حنونةٍ، وصرامةَ أبٍ حصينٍ.
حبٌّ طاهرٌ، بمجرَّدِ أنْ تنطقَ أحرفُه، تُصبحُ مُلزمًا بوضعِهم أوَّلًا،
أنْ تفهمَ نفسيتَهم كخبيرٍ نفسيٍّ بارعٍ، ومع ذلكَ تختارُ أنْ تُساعدَهم.
أنْ تنظرَ في أعينِهم، وترى كلَّ الحقيقةِ التي تُلوّيها كلماتُهم، في كلِّ لسان.
أخيرًا أعترفُ لنفسي، ولكِ، وللعالمِ أجمعَ:
لم أُحبَّ يومًا كما ينبغي أنْ أُحَبَّ،
والمأساةُ الكبرى، أنني أحببتُ كلَّ واحدةٍ منهنَّ
كما لو كنتُ نبيًّا يهدي روحًا عمياءَ إلى سُبلِ الجنَّةِ.
فلتتلاشَ كلُّ العاهراتِ اللواتي واعدتُهنَّ وأحببتُهنَّ
في مهاوي الجحيمِ، ولتتفسَّخْ أرواحُهنَّ في لَظى النِّيرانِ.
فلتُسلّي صرخاتُهنَّ الشياطينَ، وألا يُسمعَ لهنَّ صوتٌ،
أو يُعثرَ عليهنَّ أبدًا في بؤسِ الزَّمانِ.
فليعيشنَ بقيةَ حياتهنَّ في عذابٍ مُقيمٍ،
وليُفضحنَ على حقيقتهنَّ أمامَ الأعيانِ.
وليرحمِ اللهُ عقلي وروحي، من كلِّ هذا الخِذلانِ.
Written by
Yasmine
  164
     Tat and Huda
Please log in to view and add comments on poems